
عزيزي القارئ مع تطور تقنات الحواسيب وفرض نفسها على قطاع التعليم والتعلم، تطور التعليم التقليدي والتعلم عن بعد واصبح يأخذ اشكالاً جديدة، واصبح الكثير في عالمنا العربي ينادي بالغاء التعلم والتعلم التقليدي والاستعاضة عنه بالتعليم والتعلم الالكتروني، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن ان يصبح التعليم والتهلم الالكتروني بديلاً عن التعليم والتعلم التقليدي؟؟؟؟؟؟؟
سنحاول في هذا المقال توضيح ماهية التعلم الالكتروني وكيف تطور التعلم التقليدي وإلى أي مرحلة يمكن التخلي عن التعلم التقليدي، وسنتناول المواضيع الآتية:
- مفهوم التعليم التقليدي والتعليم عن بعد
- مفهوم التعلم الإلكتروني والمصطلحات المرتبطة به
- المزايا التي يوفرها التعلم الإلكتروني
- عيوب التعليم الإلكتروني
- هل التعلم الإلكتروني هو بديل عن التعلم التقليدي أم داعم له؟
وان شاء الله في مقال لاحق سنتكلم عن نماذج وانواع التعلم الالكتروني
1- مفهوم التعليم التقليدي والتعليم عن بعد
التعلم التقليدي Traditional Learning: هو نمط تعليمي يتم من خلال وجود الطالب ضمن منظومة تعليمية متكاملة تشتمل على العناصر الأساسية للعملية التعليمية والتي تتم داخل الفصول التقليدية في القاعات الدراسية في الجامعة، المدرسة، مركز تدريبي….
- التعلم التقليدي كأسلوب تعليمي رئيسي متبع منذ القدم في جميع أنحاء العالم،
- وفي عام 1840م ظهر نوع جديد للتعليم – أطلق عليه التعلم عن بعد Distance Learning – عندما شرع العالم إيزاك بيتمان Isaac Pitman في إرسال بالبريد “منهج تعليم نظام اختزال” مكتوبة ببطاقات بريدية لطلابه في منازلهم، وكان الطلاب يجيبون على الأسئلة بالبريد، ساعد تطور الاتصالات في خمسينات القرن العشرين إلى تلقي الطلاب دراستهم عن طريق البث الإذاعي والتلفازي.
- نوقشت فكرة “الجامعة عن بعد” لأول مرة في أوائل الستينيات في هيئة الإذاعة البريطانية BBC من قبل التربوي والمؤرخ جيه سي ستوبارت. منذ تلك البدايات المبكرة، ظهرت المزيد من الأفكار حتى شكل حزب العمال في النهاية بقيادة هارولد ويلسون لجنة استشارية لتأسيس جامعة مفتوحة عن بعد. كانت الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة أول جامعة ناجحة للتعليم عن بعد في العالم، تم تأسيسها في الستينيات من القرن الماضي (1960) على أساس الاعتقاد بأن تكنولوجيا الاتصالات يمكن أن توفر تعليماً عالي الجودة على مستوى الشهادات للأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة لحضور المحاضرات ضمن الحرم الجامعي.
- إلا أنه مع تطور الحاسوب وتقاناته وظهور شبكة الإنترنت عام 1991 بدأ يأخذ التعليم التقليدي والتعليم عن بعد أشكالاً وأنماطاً جديدة، وأصبح الطلاب يتلقون المناهج التعليمية والمعارف من خلال البث الفضائي والإذاعي أو بواسطة الإنترنت أو باستخدام البرامج الحاسوبية المسجلة على وسائط تخزين حاسوبية، ويمكن للطلاب التواصل والمشاركة في اللقاءات عبر الشبكة العنكبوتية العالمية وغيرها من الشبكات الحاسوبية.
- ومنذ ذلك الوقت، تطور التعلم عن البعد وارتبط بتطور تقانات المعلومات حتى وصل إلى الشكل الذي نراه الآن، والذي أطلق عليه اليوم بالتعلم الإلكتروني E-Learning.
2- مفهوم التعلم الإلكتروني
تعددت وتنوعت مفاهيم التعلم الإلكتروني ولكن جميعها يدور حول محور واحد هو التعلم والتعليم باستخدام الحاسوب وتقاناته، ومن هذه المفاهيم:
- التعلم الإلكتروني مصطلح بشير إلى النظام التعليمي التفاعلي الذي يُقدم للمتعلم معلومات ومعرفة بالاعتماد على تقانة الاتصال والمعلومات.
- التعلم الإلكتروني هو نظام تعليمي معتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض لنا المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية ومنصات الإنترنت.
- التعلم الإلكتروني هو طريقة من طرق التعلم يتحول بها التعليم من عملية حفظ وتلقين إلى عملية إبداع وتفاعل وتنمية الجوانب الإبداعية والمهارات الفردية والجماعية باستخدام الحاسوب وتقانة المعلومات
- التعلم الإلكتروني بأنه عملية يتم فيها استخدام أحدث الطرق والأساليب في مجال نشر التعليم جنباً إلى جنبٍ مع الترفيه باستخدام الحواسيب.
- التعلم الإلكتروني بأنه منظومة تعليمية تقدم للمتعلمين والمتدربين برامج تدريبية تعليمية تفاعلية في أي وقت وفي أي مكان، حيث تعتمد على كل ما هو إلكتروني مثل: الشبكة العنكبوتية وقنوات التلفاز والبريد الإلكتروني، والتواصل عن بعد بطريقة متزامنة وغير متزامنة.
- التعلم الإلكتروني هو وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها.
مما سبق يمكن تعريف التعلم الإلكتروني كما يلي:
التعلم الإلكتروني E-Learning: هو نمط تعليمي يعتمد على توظيف تقانات المعلومات وأدواتها ووسائطها الإلكترونية في عملية التعليم والتعلم، وإدارة التفاعل بها [تقديم المحتوى العلمي والمهارات والمعلومات بشكل يتيح المتعلم التواصل والتفاعل النشط بينه وبين معلمه وبين زملائه والمحتوى ووسائطه بشكل متزامن وغير متزامن في أي وقت وفي أي مكان]
من وجهة نظر تقانات المعلومات فإن التعلم الإلكتروني هو عبارة عن نظام معلومات متكامل تفاعلي يدعى نظام التعليم الإلكتروني E-Learning System : يقدم للمتعلم المحتوى العلمي والمعرفي والمهارات باستخدام بيئة إلكترونية رقمية متكاملة (الحاسوب وتقانات الاتصال والمعلومات والشبكات الإلكترونية)، بشكل يتيح للمتعلم التواصل والتفاعل النشط بينه وبين معلمه وبين زملائه والمحتوى ووسائطه بشكل متزامن وغير متزامن في أي وقت وفي أي مكان، ويوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات وكذلك إدارة المصادر والعمليات وتقويمها.
بناءً على ما سبق يتكون نظام التعلم الإلكتروني من العناصر التالية كما هي موضحة في الشكل الآتي:

- نظام إدارة التعلم الإلكتروني E-Learning Management System: نظام إلكتروني لإدارة ومتابعة وتقويم العملية التعليمية بجميع أنشطتها، يوفر موقعاً خاصاً لكل مقرر دراسي يتضمن مجموعة من الأدوات التي تخدم عملية التعليم والتعلم، ويتيح لأستاذ المقرر والطالب الدخول له في أي وقت ومن أي مكان بعد إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة به. ويطلق على نظام إدارة التعلم الإلكتروني اسم منصة التعلم الإلكتروني E- Learning Platform
- أدوات التعلم الإلكتروني E-Learning Tools: الحاسوب وتقاناته – شبكات الاتصال – تطبيقات برمجية تُحمل على الحاسوب أو على الجوال والأجهزة المحمولة الذكية – اللوح الأبيض – الفصول الافتراضية – برمجيات المؤتمرات عبر (الفيديو، الصوت) – غرف الدردشة….
- الكوادر البشرية المدربة: الأشخاص المسؤولون عن تقديم البرنامج التعليمي على الشبكة وتصميم الجلسات التعليمية ووضع مخططات العمل، وتوفير الدعم والتوجيه الفني للبرنامج، والمشاركون في اختيار أكثر الطرق التعليمية ملاءمة، ومراجعة تعليمات مخططات العمل، وأثناء مرحلة تصميم الموقع على لشبكة يقومون بتوفر المواد المطلوبة مثل إمكانيات الوصول إلى الوحدات الخادمة Servers كلمات السر pass word ، وأثناء مرحلة التقييم يقدمون أيضا مساعدته للمتعلمين فيما يتعلق بقضايا شبكة العمل، وتثبيت برامج الكمبيوتر والتوصيلات والمتصفحات.
- المعلم Teacher: وهو الشخص المسئول عن تقديم البرامج سواء غير المتزامنة أو المتزامنة، كما يشارك في تقييم البرنامج لتحديد فاعليته ومشكلات تقديمه، وإبداء المقترحات حول توقيت الجلسات وترتيب تقديمها.
- المتعلم Learner: وهو الشخص يتلقى المعلومات وينفذ ما تقتضيه طبيعة التعليم من حضور المحاضرات والتفاعل معها وحل الواجبات وإجراء الامتحانات و……
3- المزايا التي يوفرها التعلم الإلكتروني
مع انتشار الإنترنت ودخوله في معظم المجالات وسيطرته على حياة الناس، وظهور فكرة التعليم عن بعد، ثم التعلم الإلكتروني، نشأت مؤسسات وحاضنات تعليمية إلكترونية جذبت الكثير من المهتمين ولا سيما من فئة الشباب، فما هي الميزات التي يوفرها التعلم الإلكتروني؟ وهل يمكن أن يصبح بديلاً عن التعليم التقليدي؟
- لا حدود ولا قيود للتعلم الإلكتروني إن أهم ما يميز التعلم الإلكتروني أنه لا يحتاج إلى شروط أو قيود، ويمكن لأي شخص يرغب بمتابعة كورسات أون لاين أو دورات تدريبية أون لاين أن يسجل فيها مهما كان عمره أو جنسيته، حتى أنه سيجد العديد من الكورسات الأون لاين المجانية. في التعلم الإلكتروني لا قيود مكانية حيث يمكن متابعة الدروس من المنزل بمجرد توفر الإنترنت، وأيضاً أغلب مؤسسات التعلم الإلكتروني توفر تسجيل للدروس والوثائق الخاصة بها، مما يمكن المتعلمين من متابعتها في أي وقت أيضاً. أما التعلم التقليدي لا بد من التوجه إلى مكان معين لحضور المحاضرات الأمر الذي يشكل عبء للكثيرين من ناحية المواصلات وتكاليفها ومشقتها، هذا بالإضافة إلى الظروف التي قد يتعرض لها البعض فتمنعهم من الحضور.
- التعلم الإلكتروني أكثر متعة: تعتمد الدروس والدورات في التعلم الإلكتروني بشكل أساسي على الوسائط المتعددة كالصور والفيديوهات مما يجعلها أكثر تفاعلية ومتعة، ومعظم الدورات الأون لاين صممت بطريقة سهلة ومفهومة وهذا سر نجاحها وانجذاب الناس لها.
- التعلم الإلكتروني أقل تكلفة: التعلم الإلكتروني والدورات online هي أقل تكلفة بالنسبة للمتعلمين والمعلمين معاً، فلن تحتاج للكثير من المستلزمات لا كتب ولا محاضرات ولا دفاتر، هذا بالإضافة إلى توفير تكلفة المواصلات التي ستضطر لدفعها في التعليم التقليدي، كل ما تحتاج إليه جهاز حاسوب (لاب توب أو تابليت أو موبايل متطور) واتصال بالإنترنت وبذلك ستكون قادراً على متابعة الدروس وتحميل الملفات كـ”PDF” أو الفيديوهات ويمكنك تقديم الوظائف وإجراء الاختبارات على اللاب توب. وكذلك بالنسبة لأصحاب المؤسسات التعليمية سيوفر عليهم التعليم عن بعد الكثير من النفقات مثل النفقات المتعلقة بمركز المؤسسة ومستلزماتها الكثيرة من قاعات وتجهيزاتها وتجهيزات للمخابر والعديد من الموظفين.
- التعلم الإلكتروني تفاعلي: التعلم الإلكتروني يوفر طرق تفاعلية مباشرة بين الطلاب والمدرس، حيث يمكن استخدام خاصية البث المباشر ويوجد برامج متخصصة لنقل الدروس بصورة تفاعلية حيث يتمكن الطلاب من المشاركة في المحاضرة بأسئلتهم كتابياً أو صوتياً، ومن البرامج المخصصة لذلك برنامج “Zoom“. والفائدة المضافة هي إمكانية تسجيل المحاضرات وإعادة تشغيلها ليتمكن الطلاب من حضور الدرس في الوقت الذي يناسبهم أو مشاهدتها مرة أخرى لتعزيز الفهم.
- التعليم الإلكتروني مجاني: يوجد العديد من الكورسات الأون لاين المجانية والتي تغطي الكثير من المواضيع العلمية، مثلاً على اليوتيوب المئات من القنوات التعليمية في مجالات البرمجة والفيزياء والعلوم الهندسية المختلفة وكذلك قنوات لتعلم اللغات الأجنبية أو حتى قنوات طبية علمية متخصصة. وأيضاً يوجد الكثير من المنصات والمواقع مثل منصة كورسيرا. وبعض المنصات المخصصة بالتعلم عن بعد والتي تقدم دروس ودورات أون لاين مدفوعة، تقدم في كثير من الأحيان منح مجانية مثل منصة نيوفيرستي.
- التعلم الإلكتروني يوفر خيارات متعددة: أنت غير ملزم باتباع أي دورة أو منهاج لا يلائمك، هناك خيارات واسعة وبلغات مختلفة أيضاً، يمكنك أن تختار المنصة التي تعجبك والأسلوب التعليمي الذي يناسبك سواء كنت تفضل مشاهدة فيديوهات توضيحية أو شرح لمحاضرات كاملة أو فقط وثائق تعليمية مقروءة، ستجد ما تريده في معظم الأحيان.
- سهولة الحصول على الموارد: يتيح التعلم الإلكتروني بالمقارنة مع التعلم التقليدي، سهولة الوصول إلى الموارد عبر الإنترنت وقواعد البيانات والدوريات والمجلات وغيرها من المواد التي لن يكون الوصول إليها بسهولة عادة من المكتبة التقليدية.
4- عيوب التعليم الإلكتروني
مع كل الميزات التي يقدمها التعلم الإلكتروني إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب، ومنها:
- العزلة: على الرغم من أن التعلم الإلكتروني يوفر سهولة ومرونة والقدرة على الوصول عن بعد إلى الفصول الدراسية، إلا أن الطالب قد يشعر بالعزلة والملل. خاصة في الدروس الغير تفاعلية والتي يكون الطالب فيها متلقي فقط.
- انقطاع الإنترنت: إن لم يتوافر لديك اتصال سريع بالإنترنت، سيكون التعليم الإلكتروني شاقاً بالنسبة إليك.
- يفتقر للتدريب العملي: يمكن للطالب أن يتعرف على كيفية إجراء بعض التجارب أو المشاريع العلمية ولكنه لن يتمكن من التدرب بنفسه بمساعدة المشرفين، مما يشكل عبء إضافي عليه.
- التعلم الإلكتروني قد يؤثر سلباً على صحتك: لأنه يتطلب استخدام الحاسوب الشخصي أو اللاب توب لفترة طويلة الأمر الذي سيرهق عينيك، ويسبب لك مشاكل صحية نتيجة الجلوس لساعات طويلة.
- صعوبة الحصول على بعض الشهادات: لا يزال موضوع تأكيد شهادات التعلم الإلكتروني غير مضمون وبعضها مكلف جداً.
- عدم الاعتراف ببعض الشهادات محلياً: خاصة في الوطن العربي لا تزال بعض الشركات تشكك بمصداقية التعلم عن بعد، وبعض الناس لا يثقون بها.
5- هل التعلم الإلكتروني هو بديل عن التعلم التقليدي أم داعم له؟
على الرغم من المزايا العديدة للتعلم والتعليم الإلكتروني فإنه لا يمكن أن يصبح بديلاً عن التعليم التقليدي وخاصة عند تعلم المقررات العلمية التي تحتاج إلى تدريب
في النهاية أحبتي الكرام أتمنى أن ينال المقال على إعجابكم، وأن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم وإلى لقاءات قادمة ومتجددة على مدونتكم مدونة النائب للعلوم والتكنلوجيا.ولا تنسوا الإعجاب بصفحتنا على فيس بوك للاطلاع على جديدنا باستمرار….تحياتي
وإذا كان لديكم استفسارات أخرى يمكنكم دائماً مرسلتنا عبر هذا الرابط.
اقرأ أيضاً مواضيع اخرى مفيدة
- مفهوم الإدارة الإلكترونية
- فوائد الإدارة الإلكترونية
- المراحل الأساسية لتحويل إدارة منظمة من إدارة تقليدية إلى إدارة إلكترونية
- الفرق بين الإدارة التقليدية والإدارة الإلكترونية
- التخطيط للتحول إلى إدارة المنظمة إلكترونياً
- مفهوم الموقع الإلكتروني
- فوائد بناء موقع إلكتروني
- تصنيف المواقع الإلكترونية
- طرق بناء المواقع الإلكترونية
- تعرف على نافذة الاكسل 2016 الرئيسية
- مفهوم نظم المعلومات
- ماهي أنواع المنصات
- كيف أحمي ورقة العمل في اكسل 2016