نماذج التعلم الإلكتروني

عزيزي القارئ في مقال سابق تناولنا مفهوم التعليم الالكتروني ومزاياه وعيوبه، وفي هذه المقالة سنتعرف على نماذج التعليم الالكتروني وأنواعه.

اقرا: التعلم الإلكتروني بديل عن التعليم التقليدي ام داعم

نماذج التعلم الإلكتروني

عزيزي القارئ إن التعليم والتعلم الإلكتروني ماهو إلا تطوير لكل من التعليم التقليدي والتعليم عن بعد والذي فرضته تطور الحواسيب والتقانات الحاسوبية وتقانات المعلومات. وبالتالي يمكن تعريف التعلم الإلكتروني E-Learning: بأنه نمط تعليمي يعتمد على توظيف تقانات المعلومات وأدواتها ووسائطها الإلكترونية في عملية التعليم والتعلم، وإدارة التفاعل بها [تقديم المحتوى العلمي والمهارات والمعلومات بشكل يتيح المتعلم التواصل والتفاعل النشط بينه وبين معلمه وبين زملائه والمحتوى ووسائطه بشكل متزامن وغير متزامن في أي وقت وفي أي مكان]

لذلك يمكن تقسيم نماذج التعلم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية (جامعة، معهد، مدرسة) إلى ثلاثة نماذج حسب نسبة استخدام التقانات الحاسوبية:

  1. نموذج التعلم الإلكتروني المساند Supported E-Learning: يكون حضور المتعلمين كاملاً في القاعات الدراسية التقليدية وحضور المعلم أيضاً، وتستخدم أنظمة التعلم الإلكتروني وأدواتها لدعم عملية التعليم والتعلم وتسهيلها، ويعتبر هذا النموذج هو تطوير لمفهوم التعلم التقليدي.
  2. نموذج التعلم الإلكتروني المدمج Blended E-Learning: يُستبدل فيه نسبة محددة من الحضور داخل القاعات الدراسية التقليدية بحضور وأنشطة إلكترونية على موقع المقرر، وباستخدام أنظمة التعلم الإلكتروني وأدواتها. ويعتبر هذا النموذج أيضاَ هو تطوير لمفهوم التعلم التقليدي. يوفر هذا النموذج من التعليم الفرصة للمتعلم للتمتع بمميزات الدراسة من المنزل وفي نفس الوقت لم يفوت فرصة الذهاب إلى الفصل.
    • مثال: يمكن للطالب الذهاب إلى الفصل مرة واحدة أسبوعياً للتطبيق والتدرب، ثم تكون مواضيع الدراسة والخطط التعليمية بالكامل في المنزل.
  3. نموذج التعلم الإلكتروني الكامل Full E-Learning:  يُستبدل فيه الحضور داخل القاعات الدراسية التقليدية بحضور وأنشطة إلكترونية على موقع المقرر، وباستخدام أنظمة التعلم الإلكتروني وأدواتها، ويستثنى من ذلك الاختبار النهائي أحياناً. ويعتبر هذا النموذج هو تطوير لمفهوم التعلم عن بعد.
    • مثال: الجامعة الافتراضية.

 أنواع التعلم الإلكتروني المدمج والكامل

تختلف أنواع التعلم الإلكتروني سواء أكان مدمجاً أو كاملاً باختلاف الأنشطة والأهداف المرجوة منه، فلكل نوع أسلوب وهدف مختلف يمكن من خلاله توصيل المعلومات بعدة طرق، ويعتمد ذلك في الأساس على الأهداف التعليمية الخاصة بالمؤسسة التعليمية أو الطالب.

ويمكن تصنيف التعلم الإلكتروني إما من حيث تزامن العملية التعليمية بين المعلم والمتعلم إلى نوعين: التعلم الإلكتروني المتزامن والتعلم الإلكتروني الغير متزامن، أو من حيث المحتوى والتفاعل بين المعلم والمتعلم إلى أربعة أنواع: التعلم الإلكتروني الثابت – التعلم الإلكتروني التكيّفي – التعلم الإلكتروني التفاعلي – التعلم الإلكتروني القائم على التعاون.

أولاً: التعلم الإلكتروني حسب تزامن العملية التعليمية بين المعلم والمتعلم: يصنف التعلم الإلكتروني من حيث تزامن العملية التعليمية بين المعلم والمتعلم إلى نوعين:

  • النوع الأول: التعلم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning): وهو التعلم على الخط Online على الهواء مباشرة، والذي يحتاج إلى وجود المعلم والمتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الحاسوب ويكون التفاعل عبر الإنترنت لإجراء النقاش والمحادثة بينهم، ويتم هذا النقاش بواسطة مختلف أدوات التعلم الإلكتروني وهي: اللوح الأبيض – الفصول الافتراضية – المؤتمرات عبر (الفيديو، الصوت) – غرف الدردشة.

تتيح بيئات التعلم المتزامنة للطلاب المشاركة في دورة تدريبية من أماكن متفرقة حول العالم في الوقت الفعلي.

وله العديد من المزايا مثل:

  • يُتيح التعلم الإلكتروني المتزامن التواصل المباشر بين المعلم والمتعلم؛ حيث يتزامن فيه وجود كلام الطرفين وقت إلقاء المحاضرة أمام شاشات الحاسوب.
  • يكون اللقاء بين الطرفين لقاءً مباشراً مما يُتيح المتعلم طرح ما يريده من الأسئلة على معلمه داخل الفصول الافتراضية.
  • يُتيح التغذية الراجعة للمتعلم مما يعمل على تقليل جهده وتثبيت المعلومات التي حصل عليها.
  • يُوفر وقت وجهد المتعلم فلم يعد بحاجة إلى الذهاب إلى الجامعة أو المعهد فكل ما هو بحاحة إليه جهاز حاسوبي متطور متصل بشبكة الإنترنت.

متطلبات التعلم الإلكتروني المتزامن

يعتبر هذا النوع من التعلم هو الأكثر تطوراً وتعقيداً فهو يحتاج إلى العديد من المتطلبات التي لن ينجح دونها وهذه المتطلبات هي:

  • وجود أجهزة حاسوبية متطورة وملحقاتها لدى الطرفين (المعلم والمتعلم).
  • وجود اتصال إنترنت قوي وسريع.
  • وجود غرف للدردشة.
  • وجود برمجيات لدعم عقد المؤتمرات عبر الفيديو.
  • وجود برمجيات لدعم عقد المؤتمرات عبر الصوت.

على الرغم من كون التعلم الإلكتروني المتزامن هو الأشهر في عالم التعلم الإلكتروني إلا أنه عدم وجود اتصال إنترنت قوي وسريع وأجهزة حاسوبية بإمكانيات متطورة يعيق استخدامه وتنفيذه على أكمل وجه.

  • النوع الثاني التعلم الإلكتروني غير المتزامن (Asynchronous E-Learning): وهو التعلم غير مباشرة Offline، يطلق على هذا النوع من التعلم اسم “التعلم الإلكتروني غير المباشر” إذ أنه لا يشترط أن يتواجد الشخص الذي يتعلم في ذات الوقت الذي يتم بث المحتوى التعليمي به، أي لا يشترط وجود المعلم والمتعلم في نفس الوقت معاً، حيث يحصل المتعلم على المحتوى والواجبات عن طريق شبكات الإنترنت والبريد الإلكتروني ويتم منحه إطاراً زمنياً لإكمال المهام المطلوبة في الدورة والامتحانات.

يحدث التفاعل عادةً من خلال منتديات النقاش الإلكترونية والمدونات. ولذلك، لا يوجد وقت اجتماع للفصل، وتعد بيئات التعلم غير المتزامن عبر الإنترنت فعَّالة للمتعلمين الذين يعانون من قيود زمنية أو جداول مزدحمة.

من أهم مميزات هذا النوع من التعلم الإلكتروني:

  • أنه يتمكن المتعلم من الحصول على المعلومة في أي وقت.
  • أنه يتمكن المتعلم من تحديد كمية المعلومات الذي يرغب في الحصول عليها.
  • أنه يتمكن المتعلم من الحصول المعلومات وإمكانية العودة إليها مرة أخرى إلكترونياً عند الحاجة.

ولكن من أهم السلبيات التي تعيق هذا النوع من التعلم الإلكتروني:

  • عدم قدرة المتعلم الحصول على المراجعة الفورية في أي وقت كان.
  • قد ينتج عنه الانطوائية في التعليم لأنه يعتمد على عزل المتعلم للتعلم بمفرده من خلال المحتوى الذي حصل عليه.

متطلبات التعلم الإلكتروني غير المتزامن

  • وجود أجهزة حاسوبية متطورة وملحقاتها لدى الطرفين (المعلم والمتعلم).
  • وجود اتصال إنترنت قوي وسريع.
  • وجود برمجيات تساعد على تحميل الملفات وعرض المحتوى.

ثانياً: التعلم الإلكتروني حسب المحتوى والتفاعل بين المعلم والمتعلم: يصنف التعلم الإلكتروني من حيث المحتوى والتفاعل بين المعلم والمتعلم إلى أربعة أنواع:

النوع الأول: التعلم الإلكتروني الثابت: هو عبارة عن المحتوى المستخدم أثناء عملية التعلم والذي لا يتغير عن حالته الأصلية. بالإضافة إلى أن جميع الطلاب المشاركين يتلقون نفس المعلومات مثل الآخرين. كما أن المواد تكون محددة مسبقاً من قبل المعلمين ولا تتكيف مع تفضيلات الطالب. مثال على ذلك الجامعة الافتراضية

كان هذا النوع من التعلم هو المعيار في الفصول الدراسية التقليدية لآلاف السنين، ولكنه ليس مثالياً في بيئات التعلم الإلكتروني. وذلك لأن التعلم الإلكتروني الثابت لا يستخدم البيانات القيمة في الوقت الحقيقي المكتسبة من مدخلات الطلاب. يؤدي تحليل كل طالب على حدة من خلال بياناته وإجراء تغييرات على المواد وفقاً لهذه البيانات إلى نتائج تعليمية أفضل لجميع الطلاب.

النوع الثاني: التعلم الإلكتروني التفاعلي: يتيح التعلم الإلكتروني التفاعلي للمدرسين المُلقين أن يصبحوا متلقّين والعكس صحيح، مما يتيح بشكل فعَّال قناة اتصال ثنائية الاتجاه بين الطالب والمدرس. كما أنه من خلال التفاعل الثنائي، يمكن للمدرسين والطلاب إجراء تغييرات على أساليب التدريس والتعلم الخاصة بهم. لهذا السبب، يعد التعلم الإلكتروني التفاعلي أكثر شيوعاً؛ كونه يسمح للمعلمين والطلاب بالتواصل بحرية أكبر مع بعضهم البعض. مثال على ذلك الدورات التعليمية عبر الانترنت

النوع الثالث: التعلم الإلكتروني التكيفي: هو نوعاً جديداً ومبتكراً من التعلم الإلكتروني، هناك ميزة رائعة في هذا النوع من التعلم وهو أنه يجعل من الممكن تكييف المواد التعليمية وإعادة تصميمها لكل متعلم على حِدا. مع الأخذ بعين الاعتبار عدد من المعطيات مثل: أداء الطالب والأهداف والقدرات والمهارات والخصائص. تسمح أدوات التعلم الإلكتروني التكيفي بأن يصبح التعليم أكثر تخصيصاً وتركيزاً على الطالب أكثر من أي وقت مضى.

النوع الرابع: التعلم الإلكتروني التعاوني: وهو نوعاً حديثاً من أساليب التعلم، حيث يتعلم عدداً كبيراً من الطلاب سوياً ويحققون أهدافهم التعليمية معاً كمجموعة. في هذا النوع يجب على الطلاب العمل معاً وممارسة العمل الجماعي من أجل تحقيق أهداف التعلم المشتركة.

ويتم ذلك من خلال تكوين مجموعات فعَّالة، حيث يجب على كل طالب أن يأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف لدى كل طالب آخر. وذلك بالإضافة إلى أنه يعزز مهارات التواصل وقدرات العمل الجماعي للطلاب فهو أيضاً يقوي من الروابط الاجتماعية. يتوسع التعلم الإلكتروني التعاوني في فكرة أن المعرفة يتم تطويرها بشكل أفضل داخل مجموعة من الأفراد حيث يمكنهم التفاعل والتعلم من بعضهم البعض.

على الرغم من أن هذا النوع من التعلم يُستخدم غالباً في الفصول الدراسية التقليدية أكثر من الدورات التدريبية عبر الإنترنت، إلا أنه لا يزال نوعاً صالحاً من التعلم الإلكتروني، ويمكن أن يكون فعالاً للغاية إذا تم إجراؤه بشكل صحيح.

في النهاية أحبتي الكرام أتمنى أن ينال المقال على إعجابكم، وأن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم وإلى لقاءات قادمة ومتجددة على مدونتكم مدونة النائب للعلوم والتكنلوجيا.ولا تنسوا الإعجاب بصفحتنا على فيس بوك للاطلاع على جديدنا باستمرار….تحياتي

وإذا كان لديكم استفسارات أخرى يمكنكم دائماً مرسلتنا عبر هذا الرابط.

اقرأ أيضاً مواضيع اخرى مفيدة

نُشر بواسطة Dr. Ibrahim Nayeb

دكتوراه في الإقتصاد تخصص نظم المعلومات وبحوث العمليات- أستاذ في جامعة حلب/ كلية الإقتصاد

أضف تعليق