عزيزي القارئ نظراً للتطور السريع قي كافة مجالات تقانات المعلومات ورخص اسعارها أخذت المنظمات الحكومية والخاصة تتسابق في استخدام أحدث الابتكارات في المجال الاداري، وساعد أيضاً ظهور شبكة الانترنت في جعلها أكثر تأثيراً في انجاز اعمالها وتحقيق أهدافها بشكل سريع ودقيق وبأقل التكاليف، وساعدت هذه التقانات الحديثة الادارات على تبسيط اجراءاتها وتقليل استخدام الورق وهدره بالاضافة الى مزايا أخرى سنتطرق لها في مقالات لاحقة ان شاء الله، نتيجة لما سبق ظهر مفهوم شائع بكثرة هذه الايام في كثير من دول العالم أطلق عليه الادارة الإلكترونية E-Management.
من جهة أخرى يرى كثير من المفكرين والباحثين أن الإدارة الإلكترونية في واقعها النظري تطور طبيعي للفكر الإداري والمدارس الفكرية الإدارية، فقبل أكثر من مئة عام بدأ فكر المدرسة الكلاسيكية في الإدارة، وكان الفكر الكلاسيكي – آنذاك – طفرة ونقلة حضارية ومدنية، تمثلت في النموذج البيروقراطي المثالي لماكس ويبر، والإدارة العلمية لفردريك تايلو، ووظائف الإدارة لهنري فايول، ثم مدرسة العلاقات الإنسانية لإلتون مايو، ثم المدخل ال كمي، ثم مدرسة النظم، ثم المدرسة الموقفية، ثم المنظمة المتعلمة، وأخيراً الإدارة الإلكترونية.
عزيزي القارئ هناك العديد من التعريفات للإدارة الإلكترونية نورد أبرزها:
- الإدارة الإلكترونية[1]: “إنجاز المعاملات الإدارية وتقديم الخدمات العامة والاستغناء عن المعاملات الورقية وإحلال المكتب الالكتروني عبر الشبكات الداخلية وشبكة الانترنت بدون أن يضطر الزبائن من الانتقال إلى الإدارات شخصياً لإنجاز معاملاتهم مع ما يترافق من هدر للوقت والجهد والطاقات”
- الإدارة الإلكترونية[2]: “استراتيجية إدارية لعصر المعلومات، تعمل على تحقيق خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات ولزبائنها مع استغلال أمثل لمصادر المعلومات المتاحة من خلال توظيف الموارد المادية والبشرية والمعنوية المتاحة في إطار الكتروني حديث من اجل استغلال أمثل للوقت والمال والجهد وتحقيقا للمطالب المستهدفة وبالجودة المطلوبة”.
- الإدارة الإلكترونية[3]: “عملية مكننة جميع مهام ونشاطات المؤسسة الادارية باعتماد ها على كافة تقانات المعلومات الضرورية وصولاً إلى تحقيق أهداف الادارة الجديدة في تقليل استخدام الورق وتبسيط الاجراءات والقضاء على الروتين والانجاز السريع والدقيق للمهام والمعاملات لتكون كل ادارة جاهزة للربط مع الحكومة الإلكترونية لاحقاً.
- الإدارة الإلكترونية[4]: “يتحدد ملامحها من خلالمن خلال النقاط الآتية:
- اعتماد تقنية المعلومات والاتصالات أداة رئيسة في يد إدارة التقنية.
- توظيف تلك التقنية في إنجاز مهام الجهاز الإداري ووظائفه.
- الاستفادة من تقنية المعلومات في تجويد خدمة الإدا رة الحديثة، وربطها بكل جديد، ورفع فعالية أدائها.
- ميكنة جميع الأنشطة الإدارية، مع الحرص على تحديثها باستمرار، على أن يبسط استخدامها لجميع المتعاملين، بما يضمن الكفاءة والسرعة في إنجاز المعاملات.
- الاعتماد على برامج التقنية الحديثة في ترشيد الوقت والجهد، واختزالهما قدر الإمكان.
- إضافة عنصر السرعة إلى شرط الجودة في تقديم المخرج النهائي للمنظومة الإدارية.”
- كما أوضح آخرون أن الإدارة الإلكترونية مصطلح إداري يقصد به: “مجموعة من العمليات التنظيمية تربط بين المستفيد ومصادر المعلومات بواسطة وسائل إلكترونية لتحقيق أهداف المنشأة من تخطيط وانتاج وتشغيل ومتابعة وتطوير. والمستفيد هو المراجع في الدوائر الحكومية، أو العميل لدى الشركات التجارية، أو الموظف في أي منشأة”.
- وآخرون عرف الإدارة الإلكترونية: بأنها “منظومة الكترونية متكاملة تهدف إلى تحويل العمل الإداري العادي من إدارة يدوية إلى إدارة باستخدام الحاسوب وذلك بالاعتماد على نظم معلوماتية قوية تساعد في اتخاذ القرار الإداري بأسرع وقت وبأقل التكاليف”.
وبناءً على ما سبق يمكن تعريف الإدارة الإلكترونية E-Management بشكل مختصر وشامل بأنها: استخدام تقانات الحاسوب والانترنت والشبكات لتطوير الأعمال ولخلق أعمال افتراضية جديدة، ويمكن التمييز بين نمطين للإدارة الإلكترونية كما هو موضح في الشكل (1):.

- إدارة الأعمال إلكترونياً E-Management Business والتي يطلق عليها اسم الأعمال الإلكترونية E-Business: وتعني إدارة وتوجيه وتنفيذ الأنشطة إلكترونياً على مستوى المشروعات والمنظمات الخاصة. ويمكن التمييز بين نوعين من الأعمال الإلكترونية:
- إدارة الدوائر الحكومية إلكترونياً E-Management Government والتي يطلق عليها الحكومة الإلكترونية E-Government: إدارة وتوجيه وتنفيذ الأنشطة إلكترونياً على مستوى الإدارات الحكومية وجعل جميعها تتكامل مع بعضها البعض وتقدم الخدمات فيما بينها وبين المواطن والقطاع الخاص بشكل إلكتروني. أطلق هذا المصطلح على الجهاز الحكومي الذي يستخدم التقانات المتطورة وخاصة الحواسيب وشبكات الإنترانت والإكسترانت والإنترنت التي توفر المواقع الإلكترونية المختلفة لدعم وتعزيز الحصول على المعلومات والخدمات الحكومية وتوصيلها للمواطنين ومؤسسات الأعمال في المجتمع بشفافية وبكفاءة وبعدالة عالية.
[1] التكريتي، موفق ، “عرض لتجارب دولية ولمشاكل ناجمة عن تطبيق الحكومة الإلكترونية”، ندوة القيادات العليا حول الحكومة الإلكترونية، سلطنة عمان، 2001.
[2] المالك، بدر بن محمد ، “الأبعاد الإدارية والأمنية لتطبيقات الحكومة الإلكترونية في المصارف السعودية”،) رسالة ماجستير غير منشورة، (الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2007 م – ص 16.
[3] السالمي، علاء ، (2008)، “الإدارة الإلكترونية”، دار وائل للنشر، عمان، الأردن – ص34.
[4] الحسن، حسين بن محمد ، الإدارة الإلكترونية بين الواقع والتطبيق”، المؤتمر الدولي للتنمية الإدارية نحو أداء متميز في القطاع الحكومي – 1-4 /11/2009 – الرياض – السعودية..
اقرأ أيضاً:
- الفرق بين الإدارة التقليدية والإدارة الإلكترونية
- أهداف وفوائد الإدارة الإلكترونية ومخاطر تطبيقها
- متطلبات التحول إلى إدارة إلكترونية
- مستلزمات مشروع الإدارة الإلكترونية
مواضيع ذات صلة:
3 آراء على “مفهوم الإدارة الإلكترونية”