الآثار الصحية لاستخدام الحواسيب وتقاناتها على المستخدمين في بيئة الادارة الإلكترونية

عزيزي القارئ

يعد تأمين وسائل الراحة لمستخدمي تقانات الأتمتة والعناية بهم أحد متطلبات تطبيق الأتمتة الإدارية

,يلعب الجانب الإنساني دوراً خاصاً وأساسياً في زيادة مستوى الكفاءة الإنتاجية الكلية للمنظمة لذلك تبذل الإدارة عناية فائقة:

وتعد أجهزة الحواسيب وتقاناتها الأساس في العمل الإداري المؤتمت، وعلى الرغم من المزايا الايجابية له وفوائده، إلا أن هذا الجهاز لا يخلو من السلبيات والأضرار الصحية التي يمكن أن يلحقها بمن يجهل الطرق الصحيحة لكيفية استخدامه، والأوضاع الصحيحة للجلوس أمامه.

دراسات حول الموضوع

  1. ذكرت مجلة (أميركان جورنال) للطب الوقائي، أن الشخص الذي يجلس كل يوم لمدة ست ساعات متواصلة أمام جهاز الحاسوب، معرض أكثر من غيره بمقدار الضعفين أن يكون من أصحاب الوزن الزائد مقارنة بالآخرين الذين يمارسون أعمالاً نشيطة، مما قد يكون عرضة للإصابة بأمراض القلب وداء السكري والجلطات وضغط الدم العالي وبعض الأمراض السرطانية.
  2. ذكر المركز الطبي لجامعة (ميريلاند) الأمريكية، أن الاستخدام المسرف للحاسوب يسبب الأرق وقلة النوم، وسبب ذلك حسب دراسة يابانية أخرى، أن إنجاز الأعمال المثيرة على الشاشات البرّاقة في أجهزة الحاسوب ليلاً، تخفض من درجة تركيز الميلاتونين، مما يؤثر على الساعة البيولوجية في الجسم البشري والنوم.
  3. حذر علماء يابانيون في دراسة نشرتها مجلة (علم الوباء وصحة المجتمع) من أن كثرة العمل على جهاز الحاسوب ولساعات طويلة وبصورة يومية، قد يزيد من خطر إصابة الإنسان بجلوكوما العين (وهو مرض عيني شائع عند التقدم في السن، وينجم عن تلف العصب البصري في العين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين واعتلالات بصرية ومشكلات في الرؤية)، وأرجع الأطباء سبب العلاقة بين قصر النظر والإصابة بجلوكوما العين إلى الإجهاد العيني المرتبط بكثرة استخدام الحاسوب.
  4. حذرت دراسة قامت بها مجموعة من المنظمات البيئية من أن الغبار السمّي الذي يوجد على معالجات الحاسوب وشاشاته، يحتوي على مواد كيميائية مرتبطة باضطرابات عصبية وتناسلية، وتعتبر هذه الدراسة التي نشرتها مجموعة مكافحة السموم في وادي السليكون بولاية (كاليفورنيا) الأمريكية، أولى الدراسات التي تكشف عن وجود مواد كيميائية على أسطح الأجهزة الإلكترونية شائعة الاستخدام.

الأمراض التي تنجم عن استخدام السيئ للحاسوب

1- التأثيرات العينية الناجمة: كالشعور برمل في الملتحمة الذي ينتج عن القراءة أو الكتابة من نص غير مكتوب بالأسود على شاشة بيضاء، ورجفان الخيال، وبسبب الإضاءة في أماكن العمل والتي تؤدي إلى سطوع أو انعكاس في الضوء، والتباين الكبير في التألق بين مختلف الأجسام والمواضع المرئية والرموز على الشاشة. إضافة إلى قصر نظر مؤقت بعد العمل على الحاسوب.

2- التأثيرات الجلدية: فقد لوحظ حدوث طفح جلدي أو ارتفاع حرارة الجلد أو تهيج جلدي أو تسريع عملية تعجز الجلد وسرطانه أو حرق جلدي، قد تكون هذه الأعراض الجلدية ناجمة عن الشحنة الكهربائية الساكنة الموجودة على جسم العامل في ظروف رطبة، وهذه الشحنة ستؤدي إلى ترسب مكونات الهواء وبالتالي حدوث تحسس جلدي.

3- التوتر النفسي: وله أسباب عديدة:

  • كعدم تلاؤم مستخدم الحاسوب مع العمل: كأن يكون المكان ضيق أو الكرسي غير مريح أو ارتفاع الحرارة أو ارتفاع الرطوبة أو زيادة الضجيج في الغرفة.
  • فترة الراحة لدى مستخدم الحاسوب غير الطوعية وتتعلق بطبيعة العمل الذي يقوم فيه.
  • ظروف العمل: كالعمل الرتيب أو ضغط العمل أو المجادلة مع الزبائن…

4- أمراض ناجمة عن عدم التلاؤم: من هذه الأمراض:

  • آلام في الرقبة والكتف والفقرات القطنية، وفي الذراعين واليدين، وفي المعصمين مع التهاب أغماد وترية.
  • خمول جسدي مطول، وخدران في القدمين مع وذمات ودوالي في الطرفين السفليين نتيجة ركود الدوران الدموي.

للوقاية من الأمراض التي تنجم عن الحاسوب يجب أن نراعي الأمور التالية[1]:

1- البيئة العامة لمكان العمل: يجب أن تكون

  • حرارة الغرفة بين 19 -23 درجة مئوية.
  • نسبة الرطوبة بين 40 -50 %.
  • الضجيج فيجب أن تكون بين 40-50 ديسبل في حال العمل الذهني، و60 ديسبل في حال العمل المكتبي، و65 -70 ديسبل في العمل على الاتصالات الهاتفية والمحادثات الكلامية.
  • الإضاءة جيدة:
    • تجنب الضوء الساطع المباشر.عدم الجلوس في منطقة عمل مضاءة بشكل موضعي مع انعدام الإضاءة في الغرفة، كونه يؤدي إلى صعوبة في تجاوب الحدقة للضوء بسرعة.إزالة النيونات التي ترجف.تقليل الإضاءة الصناعية.معالجة السطوع وتعديل اللمعان والتباين على الشاشة.يمكن وضع مصباح جانب الحاسوب في حال ظلمة المكان بشرط ألا يسبب لمعاناً على الشاشة وحدوث تباين.
    •  تخفيف انعكاس للضوء من على شاشة العرض وذلك بــ: (إغلاق ستائر النوافذ – تغيير مكان وضع الشاشة – استخدام فلتر للشاشة – تنظيف الشاشة – التحكم بوضعية الشاشة (تدويرها أو رفعها أو خفضها).

2- الكرسي: يجب أن يكون الكرسي المستعمل للجلوس عليه أمام الحاسوب وفق المواصفات التالية:

  • ذو قاعدة متحركة.
  • قابل للارتفاع والانخفاض والحركة يمين ويسار.
  • حافة الجلوس غير حادة ومفروشة بوسادة، وله مسند قابل للتعديل وقادر على إسناد أسفل الظهر.
  • بدون مساند لليدين لأنه يؤدي إلى أذية الطاولة في أثناء الحركة، وصعوبة حركة العامل على الحاسوب مما يبعد العامل عن طاولة الحاسوب، وبالتالي يسبب ألماً في الظهر والذراعين والكتفين.

 3- الطاولة: يجب أن تكون الطاولة التي يوضع عليها الحاسوب محققة لبعض المواصفات وهي:

  • قابلة لتعديل الارتفاع.
  • سطح المكتب مرتفعاً 3 -2 سم عن مستوى المرفق في حال كتابة أشياء كثيرة.
  • يراعى وجود فراغ عند قدمي العامل.
  • بعيدة عن الطاولات الأخرى بمقدار بعد الشخص عن الحاسوب، وغير مقيدة للمستخدم، ويراعى وجود مسند للقدمين.

4- الشاشة: يجب أن تحقق الشاشة الميزات التالية:

  • قابلة للحركة للأعلى والأسفل، واليمين واليسار، وأن تكون أخفض من مستوى الخط الأفقي للنظر.
  • ميلانها للأعلى لتقليل الوهج واللمعان والانعكاسات للضوء على عين المستخدم.
  • يفضل استعمال الشاشات الحديثة التي تميز بأنها أخف إشعاعاً ووزناً وتدوم بطاريتها فترة أطول.

5- الفأرة والمفاتيح:

  • يجب أن تكون لوحة المفاتيح منفصلة عن الشاشة وقابلة للحركة.
  • ü  يجب أن تكون لوحة المفاتيح والفأرة أخفض من مستوى الشاشة.

نشير هنا إلى مخاطر استعمال الحاسوب المحمول: من الممكن أن يؤدي إلى أذية على الإبهام بسبب عدم استعمال الفأرة، وتشنج الأصابع، وانحناء العمود الفقري.

6- وضعية العامل:

  •  يجب أن تكون وضعية العامل في أثناء الجلوس بوضعية لا تشكل آلاماً عضلية للكتفين والساعدين واليدين أو الرقبة، وعدم اتخاذ وضعية شاذة أو مشدودة.
  • يجب عدم إسناد اليدين على الحاسوب لأنه يؤدي إلى احتكاك الأوتار وتقليل تزويد الدم للأصابع.
  • يجب استخدام ماسكة التقارير المراد كتابتها، ووضعها في زاوية الرؤية نفسها بدون أن يحرك العامل رأسه.
  • عدم قرب العينين كثيراً من الشاشة، فالبعد الطبيعي (من 70 – 45سم).
  • يجب أن يكون الذراعان مستقيمين ولا ينصح بارتداء الملابس الواقية.

7- زمن العمل:

  • يجب ألا يتجاوز زمن العمل الكلي على الحاسوب نصف مقدار الدوام الرسمي.
  • أن تتم تجزئة العمل، والقيام بأعمال أخرى إضافة للعمل على الحاسوب.
  • أخذ استراحة قصيرة لمدة ربع ساعة لكل ساعة ونصف عمل،
  • أن تكون الاستراحة قبل مرحلة الشعور بالإرهاق، والاستراحة القصيرة أفضل من الطويلة وتحدد الاستراحة القصيرة من قبل العامل نفسه بحيث تكون فترتها حوالي 5-10% من فترة العمل.

[1]نائب، ابراهيم ودبش، محمد، “أمن المعلومات”، ص314–318.

أعزائي القراء أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم ونالت إعجابكم وإلى مواضيع قادمة ومتجددة على مدونتكم مدونة النائب للعلوم والتكنلوجيا. وإذا كان لديكم استفسارات أخرى يمكنكم دائماً مرسلتنا عبر هذا الرابط.

اقرأ أيضاً:

مواضيع اخرى مفيدة

  1. مفهوم الموقع الإلكتروني
  2. فوائد بناء موقع إلكتروني
  3. تصنيف المواقع الإلكترونية
  4. طرق بناء المواقع الإلكترونية
  5. تعرف على نافذة الاكسل 2016 الرئيسية
  6. مفهوم نظم المعلومات
  7. ماهي أنواع المنصات
  8. كيفي أحمي مصنف (ملف) الاكسل في اكسل 2016 

نُشر بواسطة Dr. Ibrahim Nayeb

دكتوراه في الإقتصاد تخصص نظم المعلومات وبحوث العمليات- أستاذ في جامعة حلب/ كلية الإقتصاد

أضف تعليق