عزيزي القارئ وضحنا في مقال سابق الفرق بين المزيج التسويقي التقليدي والمزيج التسويقي الإلكتروني، وعرفنا المزيج التسويقي الإلكتروني بأنه “مجموعة عناصر التسويق المتمثلة بالمنتج والتسعير والترويج والتوزيع التي يستخدم فيها الإنترنت وتقاناته كوسيط للتعامل مع العميل (الزبون) لتحقيق أهداف المنظمة المحلية والعالمية والوصول إلى الزبائن بأقل التكاليف والجهد والوقت.
وبناء عليه فإن عناصر المزيج التسويقي الإلكتروني هي نفس عناصر المزيج التسويقي التقليدي، مع الأخذ بعين الاعتبار التقانات الحاسوبية والإنترنت التي أثرت على عناصر المزيج التسويقي التقليدي وطورت أساليبه للقيام بالأنشطة التسويقية بسهولة ويسر كبيرين قبل وخلال وبعد عملية الشراء.
عزيزي القارئ في هذا المقال سنوضح مفهوم الترويج ضمن مفهوم المزيج التسويقي الإلكتروني.
الترويج Promotion من وجهة نظر المزيج التسويقي:
هو الجهود التي تبذلها المنظمة [تعريف المستهلكين بالمنتج وخصائصه ووظائفه ومزاياه وكيفية استخدامه وأماكن وجوده في الأسواق وأمسعاره] للتأثير على سلوكهم الشرائي نحو اتخاذ القرار الشرائي من خلال إثارة دوافعهم وإقناعهم بالمنتج.
بعبارة أخرى تهدف المنظمة من خلال الترويج إلى جذب انتباه العملاء وإعطائهم معلومات كافية عن المنتج لتعزيز الاهتمام الكافي لتحفيزهم على الشراء، ويتم ذلك من خلال الوسائل أو الأدوات التي تعتمدها المنظمة في خلق الاتصال بينها وبين الجمهور، من هذه الوسائل: الإعلان، البيع الشخصي، الدعاية، تنشيط المبيعات، العلاقات العامة. هذه الوسائل تدعى بالمزيج الترويجي لأن المنظمة تعتمد على كل هذه الوسائل في نشاط اتصالها مع الجمهور، ولكن بنسب مختلفة حسب طبيع المنتج.
عنصر الترويج أحد أهم العناصر تأثيراً بالبيئة التسويقية الإلكترونية، إذ إن التغيرات التي طرأت على تكنولوجيا المعلومات والتأثيرات التي صبغت التسويق بهذا التوجه أدت نشوء مصطلح الترويج الإلكتروني لتمييزه عن الترويج التقليدي.
وبالتالي يمكن تعريف الترويج الإلكتروني E-Promotion:
هو الجهود التي تبذلها المنظمة للتأثير على سلوك العملاء الشرائي نحو اتخاذ القرار الشرائي من خلال إثارة دوافعهم وإقناعهم بالمنتج، ويتم ذلك باستخدام وسائل أو أدوات إلكترونية تعتمدها المنظمة في خلق الاتصال بينها وبين الجمهور تدعى بعناصر بالمزيج الترويجي الإلكتروني، وهي نفسها عناصر المزيج التسويقي التقليدية مضافاً إليها عناصر جديدة تتناسب مع البيئة الإلكترونية، منها:
أولاً: تنشيط المبيعات إلكترونياً E- sales Stimulate:
يتم تنشيط المبيعات التقليدية عن طريق الهدايا، التخفيضات، المسابقات، وعمل معارض، والمشاركة في المسابقات…. الخ. يوفر الإنترنت بيئة مناسبة لتنشيط المبيعات حيث يمكن أيضاً تقديم هدايا وخصومات وعمل معارض وتقديم عينات مجانية والمشاركة في المسابقات من خلال إحدى قنوات التسويق الإلكتروني: المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي أو البريد إلكتروني…، وتلعب المواقع الإلكترونية دوراً هاماً في تنشيط المبيعات إلكترونياً من خلال:
- المزاوجة بين الإعلان الإلكتروني وطرق تنشيط المبيعات: حيث تقوم إدارة التسويق بإدراج عبارات في الإعلان تشير إلى عروض معينة (تخفيض بالسعر في حال شراء كمية معينة، هدية مع كل عملية شراء، ….) لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزائرين لمواقعهم.
- جمع أكبر كمية من البيانات والمعلومات الشخصية عن الزوار في قاعدة بيانات خاصة بالمنظمة، عن طريق الطلب من الزائر إدخال اسمه وعنوان بريده الإلكتروني في كل مرة يدخل إلى الموقع، تستطيع الإدارة التسويقية في المنظمة استخدام هذه البيانات بعد معالجتها إرسال رسائل ترويجية إلى أصحابها وخلق علاقة طويلة الأجل مع العميل وتحقيق الولاء للمنظمة ومنتجاتها
ثانياً: العلاقات العامة الإلكترونية E-Public Relations:
إن مهمة العلاقات العامة في المنظمة هو بناء سمعة وصورة ذهنية طيبة عن المنظمة والحصول على تأييد وكسب الرأي العام تجاه المنظمة، وتعد صلة وصل بين المنظمة والعملاء وتستهدف ليس فقط المشترين الحاليين والمحتملين (كما هو الحال في الإعلان وتنشيط المبيعات) بل تستهدف جميع الجماهير المختلفة.
يوفر الإنترنت بيئة مناسبة لبناء العلاقة مع العملاء من خلال تصميم صفحة على الموقع الإلكتروني للمنظمة يستطيع من خلالها أصحاب المصالح (الموردين، العاملون، وسائل الإعلام، المجتمع المحلي، الزبائن ….) باللجوء إليها وطلب المعلومات والاستفسارات والتقارير ذات الصلة بنشاطات وفعاليات المنظمة، وتسطيع المنظمة أيضاً من خلالها الترويج لأفكارها وتطوير إدراك ووعي المتعاملين معها تجاه المنظمة وخلق صورة ذهنية معينة عن المنظمة كالجودة والإبداع اهتمامها بالقضايا العامة.
ثالثاً: البيع الشخصي الإلكتروني E- Personal Selling:
البيع الشخصي هو عملية البحث عن عملاء لهم حاجات أو رغبات محددة لمساعدتهم في إشباع تلك الحاجات وإقناعهم لاتخاذ القرار المناسب لشراء المنتج (سلعة أو خدمة) الذي يتناسب مع أذواقهم وإمكاناتهم الشرائية. وهذا الأمر يتعلق بجهود المسوق (مسؤول البيع في المنظمة) وذلك عبر الاتصالات الشخصية.
يوفر الإنترنت بيئة مناسبة للبيع الشخصي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي تسمح للزبائن عرض احتياجاتهم ورغباتهم لشراء منتج ما، ويقوم المسوق بتقديم المعلومات التي يحتاجها الزبون والتي عبرها يمكن تحفيزه على الشراء.
رابعاً: الدعاية الإلكترونية E- Publicity:
الدعاية هي وسيلة غير شخصية لتقديم المعلومات أو الأفكار عن المنتج (سلعة أو خدمة) للجمهور بواسطة جهة أخرى تكون من خلال توزيع برشورات أو عينات مجانية من المنتج إلى جهات ذات صلة.
يوفر الإنترنت وسيلة مناسبة للدعاية من خلال إرسال برشورات عن المنتج عبر إحدى قنوات التسويق الإلكتروني: المواقع الإلكترونية – وسائل التواصل الاجتماعي – البريد إلكتروني ـ الهواتف المحمولة … أو من خلال بنوك المعلومات ومجموعات الأخبار التي تقدم معلومات مستمرة عن أهم ما يدور في العالم.
خامساً: التسويق المباشر الإلكتروني E- Direct Marketing:
التسويق المباشر هي عبارة عن اتصالات مباشرة وتفاعلية بين المنظمة وأفراد مختارين ومستهدفين بعناية خاصة باستخدام أدوات اتصال متنوعة (البريد، الهاتف، الكتالوج، التلفزيون) لإحداث ردة فعل فورية وعلاقات طيبة طويلة الأجل مع الزبون.
يوفر الإنترنت بيئة مناسبة للتسويق المباشر حيث أتاحت تقنيات قواعد البيانات إمكانية تجميع وتخزين وتحليل البيانات الخاصة بالعملاء بكفاءة وفعالية عالية، ودقة ووضوح وبتكاليف قليلة جداً، للوصول إلى الأفراد المستهدفين باستخدام أدوات اتصال إلكترونية متنوعة (البريد الإلكتروني، رسائل ألـ SMS، وسائل التواصل الاجتماعي، الموقع الإلكتروني) وتقديم السلع والخدمات بطريقة مفصلّة على مقاسهم ويستجيب لخصوصيتهم.
سادساً: الكلمة المنقولة E-WOM:
وهي اختصاراً لـ E-Word of Mouth وتشير إلى أي تصريح إيجابي أو سلبي أدلى به العملاء المحتملون أو الفعليون أو السابقون، حول منتج ما أو منظمة وتم تداولها بين عدد كبير من الناس إلكترونياً. يستخدم هذا العنصر كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر و….. من خلال التعليقات التي يقوم بها الزوار.
سابعاً: الإعلان الإلكتروني E-Advertising:
وهو من أهم عناصر المزيج الترويجي الإلكترونية، وله أدوات كثيرة سنستعرضها لاحقاً في مقالات أخرى.
أعزائي القراء أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم وإلى لقاءات قادمة ومتجددة على مدونتكم مدونة النائب للعلوم والتكنلوجيا. وأريد أن أطلب منكم ألا تترددوا أبداً في طرح أي سؤال علينا في التعليقات أو من خلال صفحتنا الرسمية على الفيس بوك حيث نتواجد هناك باستمرار.
إلى لقاءٍ قريب.
اقرأ أيضاً:
- ماهية الأسواق الإلكترونية ومكوناتها
- مفهوم التسويق الإلكتروني وبيئته
- الأدوات التقنية المستخدمة في التجارة الإلكترونية ضمن الأسواق الإلكترونية
- المزيج التسويقي الإلكتروني
- أهميته التسويق الإلكتروني
- فوائد التسويق الإلكتروني ومزاياه ومعوقاته
- أنواع الأسواق الإلكترونية
- الأتمتة الإدارية كأول خطوة في مرحلة بناء البنية التحتية للإدارة الإلكترونية
- محددات الأتمتة الإدارية وآليات التغلب عليها
- مستلزمات تحويل منظمة من منظمة تدير أنشطتها بالأسلوب التقليدي إلى منظمة تدير أنشطتها إلكترونياً
- أهداف الإدارة الإلكترونية
- متطلبات تحويل منظمة من منظمة تدير أنشطتها بالأسلوب التقليدي إلى منظمة تدير أنشطتها إلكترونياً
- خصائص الإدارة الإلكترونية ومخاطر تطبيقها
- التخطيط للتحول إلى إدارة المنظمة إلكترونياً
- متطلبات الأتمتة الإدارية للتحول إلى إدارة المنظمة إلكترونياً
- البنية التحتية للأتمتة الإدارية
مواضيع اخرى مفيدة
- الإنترنت كأحد تقانات العصر الحديث
- مفهوم الموقع الإلكتروني
- فوائد بناء موقع إلكتروني
- تصنيف المواقع الإلكترونية
- طرق بناء المواقع الإلكترونية
- تعرف على نافذة الاكسل 2016 الرئيسية
- مفهوم نظم المعلومات
- ماهي أنواع المنصات
- التعلم الإلكتروني E-Learning والمصطلحات المرتبطة به
- كيفي أحمي مصنف (ملف) الاكسل في اكسل 2016
- https://read.opensooq.com
6 آراء على “الترويج ضمن مفهوم المزيج التسويقي الإلكتروني”